Friday, March 23, 2012

لقطة اليوم | في اليالي التراجيدية..تكثر الدروس التاريخية

امتعض عشاق ريال مدريد من تعادل فريقهم خارج ميدانه أمام فياريال في سهرة الاربعاء الكروي المثير الذي كان يَعج بالكثير من الأحداث التراجيدية في كل أنحاء العالم، بدايةً من مباريات دوري أبطال أسيا وبطولات أميركا اللاتينية وصولاً بمباريات الدوري الإنجليزي والإسباني والهولندي والسويسري والنمساوي واليوناني وحتى كأسي ألمانيا وإيطاليا.




لكن الخاسرون دائماً لا يشعرون بالحنق الحقيقي إلا عندما تكون خسارتهم ستؤثر على حظوظهم في التتويج بلقب غاب انتظاره أو التأهل لبطولة الأموال "دوري الأبطال" أو النجاة من الهبوط إلخ من أمور مؤثرة، فمن الصعب مثلاً أن يتوازى غضب عاشق ليفربول بعد خسارة فريقه أمام كوينز بارك رينجرز بعد أن كان فريقه متقدماً بثنائية نظيفة، مع غضب عاشق ريال مدريد بعد التعادل مع فياريال أو مع حُزن عاشق تشيلسي من الخسارة أمام مانشستر سيتي وكذا فالنسيا الذي سقط بطريقة غريبة في المستايا بهدفين في وقت قاتل.

الريال يُنافس أقوى وأشرس فريق في العالم (برشلونة) على لقب الدوري الإسباني، أما كل هؤلاء الذين سقطوا في تلك الليلة التراجيدية المثيرة للاعجاب فلا ينافسون على شيء، وغضبهم شيء طبيعي خاصةً إذا كان حكم المباراة ذبحهم بطرد اثنين من أهم عناصر الفريق في وقت قاتل من المباراة.

لكن لماذا أوصل ريال مدريد نفسه إلى هذه المرحلة؟ لماذا مكث رونالدو وزملائه يسجلون بدون رحمة في البداية ونسوا أن الدوري 38 جولة؟ لماذا هذه الغزارة في كل شيء دون اختزال القوة للحظات الحسم كالتي سيواجهون فيها "فياريال، بيلباو، أتلتيكو مدريد وفالنسيا؟ لماذا كشف مورينيو ولاعبيه عن كل خططهم قبل الوقت الأهم والأحلك ؟

ريال مدريد كان متقدماً في النتيجة بهدف لكريستيانو رونالدو، ولم يُحافظ على هذا الهدف وخسر الثلاث نقاط بركلة حرة مباشرة من تنفيذ أحد الذين على اتصال قوي مع سانتي كازورلا (ماركوس سيينا)، لينتهي اللقاء بالتعادل 1/1، وكما سقط الحكم في أخطاء ضد الريال سقط في خطأ أخر واضح ضد فياريال بعدم منح نيلمار لركلة جزاء..والصورة لا تكذب!.

الريال عرف الآن مثله مثل غيره أن المباراة 90 دقيقة ولا تنتهي إلا مع الصافرة وملقة وفياريال كانتا قرصة خفيفة قبل المعارك المخيفة.

على ملعب المستايا حدث سيناريو أسوأ لفالنسيا الذي تقدم في الدقيقة الخامسة بهدف أمام سرقسطة لكن أمهر العازفين في الكوبا دي ريه خلال السنوات الأولى من هذه الألفية تعادل ثم فاز بفضل الأخطاء التحكيمية، وفي إنجلترا تقدم تشيلسي بهدف غريب في الدقيقة 60 ولم يحافظ عليه أمام المد الهجومي السماوي ليتعادل رجال مانشيني بركلة جزاء ثم يسجلون هدف الفوز بواسطة نصري.

وفي نفس وقت هذه التراجيديا الرهيبة في الاتحاد، تقدم ليفربول بهدفين نظيفين في الشوط الثاني أمام مضيفه "كوينز" لكن فريق غرب لندن لم يستسلم لعزمه على البقاء في البريميرليج فسجل الهدف تلو الأخر مستغلاً ضعف حارس برشلونة السابق "رينا"، ليرفع الحصيلة في الدقيقة 91 لثلاثة أهداف لهدفين ومعها شعار (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس).

وعلى ملعب وايت هارت لين تقدم ستوك سيتي لكن جاريث بيل مرر عرضية مذهلة على رأس رافائيل فاندر فارت ليُسجل هدف التعديل في الوقت الميت!.
لقطة اليوم 22 مارس 2012: يا لها من ليلة كروية مثيرة..خلفت لنا الكثير من علامات الاستفهام لكن مّن في نفس الوقت (سيتعلم من دروسها)؟

هل ريال مدريد سيتعلم وسيُحافظ على فارق الست نقاط أمام البرسا .. أم سيخسر الدوري بسبب هذا التعادل ؟

- هل سينجو فياريال من جحيم الهبوط الذي ذاقه لوتينا مع ديبورتيفو لاكرونيا 2011؟

هل سيتبخر حلم فالنسيا بالتتويج بلقب ليجا مظاليم إسبانيا أمام صحوة جاره في الإقليم "ليفانتي" بعد هذه السقطات الغريبة ؟

- هل مانشستر سيتي بالفعل يمتلك شخصية البطل بعد عودته من الخسارة للفوز على تشيلسي ؟ وترى هل هذه نقطة تحول الموسم في إنجلترا؟

- وهل هذه العودة الحقيقية لكارلوس تيفيز بعد تمريرته الرائعة لسمير نصري الذي ظهر بمستوى فني ولياقي أكثر من رائع للمرة الأولى هذا الموسم مع السيتي؟

وهل سنرى تشيلسي للمرة الأولى بعد هذه الخسارة خارج سرب المُتأهلين لدوري أبطال أوروبا في سابقة لم تحدث منذ عام 2002؟

- هل تعادل توتنهام مع ستوك سيتي في الدقيقة 92 برأسية الفي دي في ستُبقي الصراع على المركز الرابع بين أبناء الشمال إلى الجولة الأخيرة؟

هل فعلاً لا مُستحيل في كرة القدم وسوف نرى المعجزات في مايو؟

هل الصورة لا تكذب والعقاب يأتي لمَن استهان بمنافسه؟

لقطة اليوم: لا تُفكر في المفقود حتى لا تفقد الموجود...؟
ليلة التراجيديا من إسبانيا إلى إنجلترا
 
 
 

No comments:

Post a Comment